الوفاء لا يكون إلا لأهل الوفاء، في تكريم إحتفالي للزميلين، ألأساتذة زهير سنكري ونزيه دباغ، إختلطت فيها ذكريات السنين التي مضت في ميدان العلم وتربية النشء وازدان الإحتفال بحضور المدير العام أ.مصطفى المرعبي، المديرة التربوية د.رشا جزار زكريا ومدير القسم الثانوي- بنين، أ.طلال بيروتي وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس، وتناغم جو من الإلفة والمودة بين الحضور في دار القمر، بعد ظهر السبت 2792014.
والبداية مسكُ التكريم من حضرة المدير العام ومن ثم المديرة التربوية، والختام كانت حروفاً من نور لشاعر الروضة الأستاذ سعد الدين شلق وبعدئذ قُدمت الهدايا كعربون وفاء لمن أعطى بصمت المؤمنين وأهدانا المدير العام بتلقائيته المعهودة بيتاً للمتنبي إستعان به ليختم هذا الحفل البهيج قائلاً:
"سيعلم الجمعُ ممَن ضمّ مجلسنا بأنكما خيرُ من تسعى به قدمُ"
*****
القصيدة النثرية-ألشعرية للشاعر الاستاذ سعدالدين شلق، المهداة للزميل الأستاذ نزيه دباغ. "وجهٌ ودودٌ محبّ يبادرُكَ بألف سلامٍ دون كلام، فيه استودعتِ الطفولة نقاءَها والكهولةُ رويَّتهاوالأناة. تقرأ على صفحة مُحيّاه حين تلقاه كلمات الحديث الشريف: "المسلم مألفة ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف" من مزاياه اللافتة طول صمتهِ وحسنُ سمتهِ، وقدرتهِ على التجاوز والتخطي وحرصه على أن يظّل دائماً ذلك الإنسان الكبير الذي لا تفارق صورتهُ خيال محبيه وعارفيه، وعبّاد الرحمّن الذين يمشون في الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. لسنوات زاملناه فكان ذلك البخور الذي لا يزيده الإحراق إلا طيبا. نزيه دباغ سيبقى في الروضة نسمة عطرٍ ونبضة حبِّ وإشعاعة امل وذكرى تُعَتِّقُها الأيام. لأراك رُغم الصمت أعلى منطقاً وأجلَّ لفظاً من مُبين مُكثِر هذا المعَين من السُكون نؤمُّه أمَّ المشوقِ بهاءَ ليلٍ مقمر ونرى بأُنسِكَ من ورود رياضهِ ما لا نراه بألف روضِ مزهرِ.
*****
القصيدة النثرية-ألشعرية للشاعر الاستاذ سعدالدين شلق، المهداة للزميل الأستاذ زهير سنكري. يندىَ على شَفتي الكلام حين يكوكِبه لُطف زهير وتُزهر الحروف بألف لون ولون، حين تَبلُّهَا ندوى بِطَلِّ الصباح. وبين الندى والزهر عهدُ جمال ورسالة عبيرٍ ما ذُكِر أحدهما إلا ارتسَمت في الخيال صورة الثاني كما تُذكِرك الشمس بالقمر. معاً اعتدنا عليهما كما الطير وشَدوُهُ والساقيةُ وموسيقاها والنهر ونشيدُهُ الأبدي. ولن يغيب زُهير إذ كيف يغيب الزهرُ عن روضه والضوُء عن شمسِه والكنارُ عن غصنِه وضُحاه وصوتِه والشراع عن بحرِه والموجُ عن رملِه وشاطئِه. فكلما اشتقنا إليهِ في غيابه، رَنَونا إليهِ واستحضرناه مسلّمين معانقين في أصفى ناظرين تحيينا بهما ندوى كلّ صباح. بين الندى والزّهر كلَّ صبيحة ما بين ضوء الشمس والأحداق فالفصل بينهما محالّ ابشروا فزُهير ما بين الأحبة باق فجراً على أجفان ندوى يجتلى مهما نأى عن ناظر المشتاق.