•  
  •  
  •  
2019 تموز
Mon Tue Wed Thu Fri Sat Sun
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
293031
 
متفرقات
 
التربية شراكة وتعاون

الوصول إلى التعليم المثالي والتربية المتكاملة حلم يراود المتخصّصين والأهل والمسؤولين في أرجاء العالم. ولم يعد التنافس بين الدول الكبرى على التصنيفات الأولى في ميادين الصناعة والتسلّح والتكنولوجيا بل أصبح التنافس على تبوّء المراتب الأولى في التعليم، فهو الذي يدلّ على رقي أمّة وعلو كعبها حضاريّاً وثقافيّاً وإنسانيّاً.
إن المجهودات التي تبذلها الدول المتقدمة في التعليم مثل فنلندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة وكندا... لم تقتصر نتائجها على الرقيّ في المستوى التعليمي والمعرفي، بل أفاءت بظلالها الوارفة على المجتمع رقيّاً على مختلف الأصعدة، وحلّت مشكلة القصور في سوق العمل ونظّمت موارده البشرية وأمّنت له الكفاءات العلميّة والتقنيّة، وباختصار شديد إنّ الأمم التي تبحث عن موقع لها تحت شمس الحضارة عليها أن تولي اهتمامها للتعليم أوّلاً وثانياً وثالثاً، ولعلّ السمة المائزة للتعليم الراقي في هذه الدول أنّه تعليم تفاعلي مع الحياة ومتكامل الأركان من ناحية تنوّع العناصر الفاعلة فيه، ومن هذه العناصر عنصر ذو أهمّية بالغة في أثره التربوي إنّه البيت الذي يمارس دوره كشريك للمؤسسة التربويّة يتمّم دورها ويدعم رسالتها.
وبالعودة إلى واقع العمل التربوي في لبنان وخصوصاً في القطاع الخاص نجد أن الشراكة بين أولياء الأمور والمؤسسة التربوية كانت وما زالت حجر الزاوية الذي يقوم عليه الهيكل التعليمي، وهو أحد عناصر القوة في نجاح هذا القطاع الذي أثبت كفاءته وقدرته على التأقلم مع أساليب التعليم الحديث ومواكبته لتطوّر المناهج على المستوى المحلّي والعالمي.
إن دور أولياء الأمور في القطاع الخاص له أهميته وحضوره الفاعل لأنّه أحد تجلّيات الرقابة الخفيّة على مسار العمليّة التعليميّة، ورضا الأهل وسعادتهم بما يحققه أبناءهم داخل أسوار المدرسة هو علامة نجاحها الكبرى، بالإضافة إلى ذلك فإن التناغم والتعاون بين الأهل والمدرسة في إتمام الواجبات المدرسيّة يؤمّن مصلحة الأبناء ويحقق الأهداف المنشودة التي قام من أجلها التعليم عموماً وهو تخريج أبناء يتمتّعون بالكفاية العلميّة والكفاية التربويّة مما يؤهلهم لمتابعة مشوارهم الجامعي بنجاح.
والحقيقة أن حدود الشراكة بين الأهل والمدرسة الخاصة لا تقف هنا، ولنكن صريحين حين نقول إن الوجه الاقتصادي للعلاقة بين الطرفين يتبوّأ مكانة مهمّة في سلّم الأولويات، لأنّ الأقساط هي المصدر الأساس في تمويل هذه المؤسسات، وهي ضمانة استمرارها وتطوير مرافقها. ولقد أثبتت التجربة اللبنانيّة في التعليم الخاص أن تضحيات الأهل المادّيّة في سبيل تعليم أبنائهم تعليماً راقياً كانت خير استثمار أمّن للمجتمع اللبناني القدرة على الصمود ومواجهة أشدّ الأزمات التي عصفت بالمجتمع والوطن.
ولكن ملامح أزمة معقّدة بدأت تطلّ برأسها مع تفاقم الوضع الاقتصادي في لبنان، وارتفاع الأقساط المدرسيّة، وممّا زاد الطين بلّة مفاعيل سلسلة الرتب والرواتب التي أُقرّت في مطلع العام الدراسي الجديد والتي وضعت المدارس الخاصّة في مواجهة مع أولياء الأمور، ولكي لا أخوض في تفاصيل هذه الأزمة التي باتت معروفة للجميع، سأكتفي بمجموعة من الثوابت التي وضعتها الروضة أمامها والتي تراعي من خلالها مصالح الأطراف المعنيّة بقضية سلسلة الرتب والرواتب:
1- إن الروضة لن تتخذ أيّ إجراء متعلّق بزيادة الأقساط، قبل التاكّد من كل التفاصيل، والأعباء المادّيّة التي يفرضها القانون الجديد على المدرسة.
2- إن الزيادات المتوقّعة ستكون متوازنة -إن لم نقل أقل- من معدّل متوسط الزيادات في قطاع التعليم الخاص.
3- ستحافظ الروضة على حقوق المعلمين كما كان شأنها منذ تأسيسها حتى اليوم.
4- لن تفرّط الروضة بالمستوى التعليمي الراقي على حساب التوفير المادّي.
5- إن الحفاظ على الثقة المتبادلة بين الروضة وأولياء الأمور يحتلّ المقام الأوّل في سياسة المؤسسة المالية، وما حصل من خلاف في وجهات النظر أحياناً لا يتعدّى أن يكون غمامة صيف عابرة، وإنّ أبواب الإدارة مفتوحة دائماً أمام أولياء الأمور ليعبّروا عن وجهة نظرهم.
6- ستبقى الروضة نموذجاً للمدرسة المستقلّة التي تعتمد على التمويل الذاتي عبر الأقساط المدرسيّة لكي تصون التعليم من أي تبعيّة سياسيّة أو فكريّة.
وأخيراً ستبقى الروضة إن شاء الله على عهدها في التكاتف مع أولياء الأمور وستعتمد مبدأ التناصح والمشورة مع الأهل عموماً ومع لجان الأهل خصوصاً، لأن مصلحة الأبناء ستبقى القاسم المشترك والمبدأ الذي لا يتنازل عنه الطرفان، وستبقى الريادة في العمل التربوي هي الغاية الكبرى التي أثبتت الأيام أن الروضة أَهْلٌ لها.



تاريخ الخبر: 2018-03-01